فضيلة الإمام العالم العلامة البحر الفهامة أ.د. صلاح الدين التجاني الحسني

شخص يجب أن يُعرف

إلى متى سنظل لا نعرف العظماء إلا بعد رحيلهم؟

إلى متى سنظل نجهل أنه لازال بيننا من نظن أنهم قد فنوا؟

إني ومنذ وقت قريب كنت أقول في نفسي : وا قُبح عصر قد خلت

منه ، الأفاضل ، كنت أظن أن عصرنا هذا قد خلى منه العظماء،

إلى أن جاء وقت أن منَّ الله علي بالتعرف على إنسان قل مثله هذا

الزمان

فقد جمع هذا الرجل بين كل العلوم ، نعم بدون أدنى مبالغة جمع

كل العلوم بصورة يصعب تحقيقا ويندر أن يوجد من يحققها هذه
الأيام
فمع كونه أستاذاً دكتوراً في كية الطب بجامعة القاهرة فهو مع ذلك
قد حاز على أعالى الأسانيد في جميع العلوم الشرعية ، فقد أخذ
إجازة بالقراءات العشر الكبرى على يد الشيخ محمد بن إسماعيل
الهمداني رحمه الله شيخ القراء بالأزهر الشريف، وقد حاز أيضا
على إجازة بالقراءات العشر من الشيخ أحمد بن عبد العزيز
الزيات رحمه الله تعالى، . ـ
وكما قد برع في علم القراءات فقد درس مذهب الإمام مالك رضي
الله عنه على الشيخ محمد بن إبراهيم المبارك رحمه الله شيخ
المذهب بالحجاز، ثم درس مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه
على الشيخ عبد السلام النابلسي شيخ المذهب بالشام مدة إقامته
بالإحساء بالمنطقة الشرقية، بالمملكة العربية السعودية، كما درس
مذهب الإمام أحمد بن حنبل على الشيخ الشريف ، أبي بكر
الحنبلي شيخ المذهب بالإحساء، وتعلم مذهب الإمام الأكبر
أبي حنيفة النعمان على الشيخ الحسيب النسيب مولانا محمد بن
أحمد الدهلوي الصغير مدة إقامته بالمدينة المنورة كما درس
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصوله وفروعه على كثير
من أكابر المحدثين شرقاً وغرباً وكان أجلهم فضيلة الإمام محمد
الحافظ المصري رضي الله عنه شيخ الحديث في وقته وكذلك إمام
الحجاز الشيخ الفاداني وكذا الشيخ العجيل إمام اليمن في كل علم
وفن والشيخ محمد نجيب المطيعي المصري رحمه الله.

هذه نبذة من بحر علوم هذا الشيخ الجليل، فهذا أحد نوادر الزمان
فإلى متى سنظل لا نعرف العظماء إلا بعد رحيلهم ؟